
بدأ الأمر وكأن ديماجوجية هزيلة ترد علي ديماجوجية اعلامية عربية مرتفعة الصوت، منهنا بدأ الموقف المصري مرتبكا هزيلا، لايجيد من يدافعون عنه ابراز الجانب العقلاني فيه، ما نشر في الحياة وبعض المنابر العالمية بدا اكثر انصافا للموقف الرسمي المصري مما صدر عن معظم منابر الاعلام المصري
مهما كانت التفاصيل مروعة فيجب ألا يغيب جوهر القضية الأساسية عنا، عن الموقف كله، المشهد تغلب عليه القوة العسكرية الإسرائيلية الغاشمة التي تتوغل في قطاع غزة (أكتب صباح الثلاثاء) بدون أي شواهد تدل علي وجود مقاومة تتناسب مع الضجيج الاعلامي الذي أثاره قادة حماس ومن يناصرونهم، وبما يتسق مع تصريحات القائد السياسي للحركة خالد مشعل من دمشق، من يعرف التفاصيل وحقائق الموقف يدرك أن موازين القوي العسكرية علي الأرض ليست في صالحنا علي الاطلاق، تلك هي الحقيقة، الخسائر البشرية بين المدنيين الفلسطينيين مروعة، مذبحة حقيقية، أما صواريخ حماس فلم تحدث آثارا توازي تلك الضجة الاعلامية التي تثيرها اسرائيل في العالم، والتي أحدثت تأثيرها، تبدو اسرائيل الآن كدولة معتدي عليها، وانها تتحرك لحماية مواطنيها المدنيين هكذا يفشل مجلس الامن في مجرد اتخاذ قرار بوقف التوغل الإسرائيلي الوحشي، ويصرح رئيس الاتحاد الأوروبي حاليا» من دولة التشيك « ان اسرائيل تمارس حق الدفاع عن النفس، الصورة مشوهة، لكن النفاذ إلي جوهر الموقف يجب ألا يغيب عن ابصارنا مهما بلغت القدرة علي تزييف الصورة، وقلب الحقائق، والضجيج الايديولوجي والاعلامي الصادر عن عواصم عربية تحاول ان تبريء ذمتها. هنا اتوقف امام ثلاث نقاط.اولا: جوهر القضية احتلال أراضي الشعب الفلسطيني، وتكثيف الاستيطان الإسرائيلي، اننا في مواجهة قضية وطن محتل، مهدد بأبشع أنواع الاستعمار، للاسف أدت سياسات حماس إلي تحويل القضية في اتجاه مسارات أخري تنأي بها عن جوهرها، أصبحت القضية الفلسطينية الوطنية جزءا من صراع اسلامي، يهودي، وصراع من صراعات في المنطقة تخص نظما بعينها، هنا أقول ان هذا يؤدي عمليا إلي تصفية القضية الوطنية الفلسطينية التي هي الجوهر، وهذه مخاطر تديين الصراع التي ركزت عليها حركة حماس، في نيويورك شاهدت مظاهرة ضخمة يوم السبت الأسبوع الماضي، وكان الغالب عليها هتافات دينية، هذا ضار بالقضية الفلسطينية الأساسية، فلسطين لها انصار من المسيحيين ومن اليهود انفسهم، وعندما ترتفع الشعارات الاسلامية فقط كبديل للشعارات الوطنية التي أكسبت القضية أنصارا في مختلف انحاء العالم فهذا خسارة لفلسطين، فلسطين محتلة وشعبها يرزأ تحت الاحتلال، وجوهر الصراع ليس دينيا، لكن ثمة وطنا مغتصبا يجري انتزاعه من اصحابه بخطوات مادية ملموسة ويومية، دفع الصراع باتجاه ديني يبدد القضية الأصلية ويخدم أهداف اسرائيل، هذا ما يجب ألا يغيب عنا قط مهما كانت وحشية العدوان، ومواجهة أخطاء قيادة حماس لاتقل أهمية عن مواجهة الاساليب الوحشية للعدوان الصهيوني، وكثيرا ما تكون السياسات الخاطئة لاصحاب قضية ما ضارة اكثر من سياسات اعدائها.ثانيا: لمدة ستة عقود كانت القضية الفلسطينية محل اجماع بين جميع ابناء الشعب المصري، خلال الأيام الماضية ومن خلال قراءتي للصحف وما تبثه الاذاعات المسموعة والمرئية، ألاحظ أن الأزمة الاجتماعية والسياسية في مصر تنعكس علي موقف التيارات المختلفة من القضية الفلسطينية، كنتيجة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة منذ السبعينات وما سادها من ظلم اجتماعي حاد، والحاق قطاعات كبري من المصريين بحالة اللا أمل في المستقبل، وانهيار الخدمات، والاستقطاب الحاد في المجتمع، وانهيار مستويات التعليم مما ترتب عليه تدني الأداء في قطاعات هامة، منها الاعلام مثلا، حتي الدفاع عن وجهة النظر المصرية الرسمية لم نجد إلا وجوها محدودة التأثير والكفاءة هي التي تتصدي للحديث، وهذا يقودنا إلي قواعد الاختيار والتي أصبح معروفا منذ سنوات أنها تستبعد الكفاءات المهنية الرفيعة، وتقدم الولاءات السطحية، أدعو إلي تأمل الفرق بين ما كتب في الصحف المصرية، وما نشر في جريدة واحدة مثل الحياة، في مصر باستثناء أقلام محدودة جدا تعد علي أصابع اليد الواحدة، بدأ الأمر وكأن ديماجوجية هزيلة ترد علي ديماجوجية اعلامية عربية مرتفعة الصوت، من هنا بدأ الموقف المصري مرتبكا هزيلا، لايجيد من يدافعون عنه ابراز الجانب العقلاني فيه، ما نشر في الحياة وبعض المنابر العالمية بدا اكثر انصافا للموقف الرسمي المصري مما صدر عن معظم منابر الاعلام المصري، لعقود ستة ناصر المصريون القضية الفلسطينية ولم يختلفوا حولها، حتي في خلاف بعض القوي مع الحكومات المتعاقبة لم يصل الأمر إلي حد الشماتة في السياسات الرسمية، أو تمزيق جوازات السفر المصرية في عواصم عربية أو عالمية، كذلك الدعوة علي الانترنت إلي التخلي عن الجنسية المصرية والتي علق عليها الزميل حمدي رزق في المصري اليوم في عمود مؤثر، منذ شهور يسود الحياة السياسية في مصر هدوء مريب، سكون يخفي اكثر مما يظهر، وقد كشفت المواقف خلال الاسبوعين الماضيين عن حالة من الاستقطاب الحاد، وأصبحت الكراهية الكامنة تجد الفرصة خلال أحداث مأساوية تقتضي التوحد (مثال حريق مجلس الشوري) أو قضايا كبري لم تكن موضع خلاف من قبل إلي هذا الحد، مثل القضية الفلسطينية.ثمة لقطة تتكرر في احدي الفضائيات جري التركيز علي اعادتها مرارا هنا في المحطات المعنية بتغطية ومتابعة الحدث الدامي، يظهر رجل في مظاهرة بعاصمة عربية ما، ويصيح »يا أهل غزة، قلوبنا معكم، عقولنا معكم، سيوفنا معكم«، حملة مستمرة للاثارة، أي كلام، أي معان، المهم استثارة المشاعر ودغدغتها أي سيوف هذه، واذا وجدت سيوف فعلا فبماذا تفيد، لكن العالم يلتقط معني السيوف ويضفي عليه ما ليس عندنا، وما لانعنيه، الاعلام العربي كله في الحضيض حتي الذي بدا لفترة متمتعا بقدر من الحرفية، ما يجب ان نتجه إليه جميعا كيفية ابقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الذاكرة، ماثلة في الواقع، وجميع العناصر الآن تحيط بها لتوئدها، وتخفيها محققة بذلك هدف اسرائيل الحقيقي، ابادة فلسطين من الذاكرة، وهذا ما تتكفل به أيضا سياسات حماس وديماجوجيتها، وتهافت الموقف العربي، وسخافة الاعلام العربي بكل أطيافه، كيف الحفاظ علي القضية، هذا هو السؤال والجوهر معا.
مهما كانت التفاصيل مروعة فيجب ألا يغيب جوهر القضية الأساسية عنا، عن الموقف كله، المشهد تغلب عليه القوة العسكرية الإسرائيلية الغاشمة التي تتوغل في قطاع غزة (أكتب صباح الثلاثاء) بدون أي شواهد تدل علي وجود مقاومة تتناسب مع الضجيج الاعلامي الذي أثاره قادة حماس ومن يناصرونهم، وبما يتسق مع تصريحات القائد السياسي للحركة خالد مشعل من دمشق، من يعرف التفاصيل وحقائق الموقف يدرك أن موازين القوي العسكرية علي الأرض ليست في صالحنا علي الاطلاق، تلك هي الحقيقة، الخسائر البشرية بين المدنيين الفلسطينيين مروعة، مذبحة حقيقية، أما صواريخ حماس فلم تحدث آثارا توازي تلك الضجة الاعلامية التي تثيرها اسرائيل في العالم، والتي أحدثت تأثيرها، تبدو اسرائيل الآن كدولة معتدي عليها، وانها تتحرك لحماية مواطنيها المدنيين هكذا يفشل مجلس الامن في مجرد اتخاذ قرار بوقف التوغل الإسرائيلي الوحشي، ويصرح رئيس الاتحاد الأوروبي حاليا» من دولة التشيك « ان اسرائيل تمارس حق الدفاع عن النفس، الصورة مشوهة، لكن النفاذ إلي جوهر الموقف يجب ألا يغيب عن ابصارنا مهما بلغت القدرة علي تزييف الصورة، وقلب الحقائق، والضجيج الايديولوجي والاعلامي الصادر عن عواصم عربية تحاول ان تبريء ذمتها. هنا اتوقف امام ثلاث نقاط.اولا: جوهر القضية احتلال أراضي الشعب الفلسطيني، وتكثيف الاستيطان الإسرائيلي، اننا في مواجهة قضية وطن محتل، مهدد بأبشع أنواع الاستعمار، للاسف أدت سياسات حماس إلي تحويل القضية في اتجاه مسارات أخري تنأي بها عن جوهرها، أصبحت القضية الفلسطينية الوطنية جزءا من صراع اسلامي، يهودي، وصراع من صراعات في المنطقة تخص نظما بعينها، هنا أقول ان هذا يؤدي عمليا إلي تصفية القضية الوطنية الفلسطينية التي هي الجوهر، وهذه مخاطر تديين الصراع التي ركزت عليها حركة حماس، في نيويورك شاهدت مظاهرة ضخمة يوم السبت الأسبوع الماضي، وكان الغالب عليها هتافات دينية، هذا ضار بالقضية الفلسطينية الأساسية، فلسطين لها انصار من المسيحيين ومن اليهود انفسهم، وعندما ترتفع الشعارات الاسلامية فقط كبديل للشعارات الوطنية التي أكسبت القضية أنصارا في مختلف انحاء العالم فهذا خسارة لفلسطين، فلسطين محتلة وشعبها يرزأ تحت الاحتلال، وجوهر الصراع ليس دينيا، لكن ثمة وطنا مغتصبا يجري انتزاعه من اصحابه بخطوات مادية ملموسة ويومية، دفع الصراع باتجاه ديني يبدد القضية الأصلية ويخدم أهداف اسرائيل، هذا ما يجب ألا يغيب عنا قط مهما كانت وحشية العدوان، ومواجهة أخطاء قيادة حماس لاتقل أهمية عن مواجهة الاساليب الوحشية للعدوان الصهيوني، وكثيرا ما تكون السياسات الخاطئة لاصحاب قضية ما ضارة اكثر من سياسات اعدائها.ثانيا: لمدة ستة عقود كانت القضية الفلسطينية محل اجماع بين جميع ابناء الشعب المصري، خلال الأيام الماضية ومن خلال قراءتي للصحف وما تبثه الاذاعات المسموعة والمرئية، ألاحظ أن الأزمة الاجتماعية والسياسية في مصر تنعكس علي موقف التيارات المختلفة من القضية الفلسطينية، كنتيجة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة منذ السبعينات وما سادها من ظلم اجتماعي حاد، والحاق قطاعات كبري من المصريين بحالة اللا أمل في المستقبل، وانهيار الخدمات، والاستقطاب الحاد في المجتمع، وانهيار مستويات التعليم مما ترتب عليه تدني الأداء في قطاعات هامة، منها الاعلام مثلا، حتي الدفاع عن وجهة النظر المصرية الرسمية لم نجد إلا وجوها محدودة التأثير والكفاءة هي التي تتصدي للحديث، وهذا يقودنا إلي قواعد الاختيار والتي أصبح معروفا منذ سنوات أنها تستبعد الكفاءات المهنية الرفيعة، وتقدم الولاءات السطحية، أدعو إلي تأمل الفرق بين ما كتب في الصحف المصرية، وما نشر في جريدة واحدة مثل الحياة، في مصر باستثناء أقلام محدودة جدا تعد علي أصابع اليد الواحدة، بدأ الأمر وكأن ديماجوجية هزيلة ترد علي ديماجوجية اعلامية عربية مرتفعة الصوت، من هنا بدأ الموقف المصري مرتبكا هزيلا، لايجيد من يدافعون عنه ابراز الجانب العقلاني فيه، ما نشر في الحياة وبعض المنابر العالمية بدا اكثر انصافا للموقف الرسمي المصري مما صدر عن معظم منابر الاعلام المصري، لعقود ستة ناصر المصريون القضية الفلسطينية ولم يختلفوا حولها، حتي في خلاف بعض القوي مع الحكومات المتعاقبة لم يصل الأمر إلي حد الشماتة في السياسات الرسمية، أو تمزيق جوازات السفر المصرية في عواصم عربية أو عالمية، كذلك الدعوة علي الانترنت إلي التخلي عن الجنسية المصرية والتي علق عليها الزميل حمدي رزق في المصري اليوم في عمود مؤثر، منذ شهور يسود الحياة السياسية في مصر هدوء مريب، سكون يخفي اكثر مما يظهر، وقد كشفت المواقف خلال الاسبوعين الماضيين عن حالة من الاستقطاب الحاد، وأصبحت الكراهية الكامنة تجد الفرصة خلال أحداث مأساوية تقتضي التوحد (مثال حريق مجلس الشوري) أو قضايا كبري لم تكن موضع خلاف من قبل إلي هذا الحد، مثل القضية الفلسطينية.ثمة لقطة تتكرر في احدي الفضائيات جري التركيز علي اعادتها مرارا هنا في المحطات المعنية بتغطية ومتابعة الحدث الدامي، يظهر رجل في مظاهرة بعاصمة عربية ما، ويصيح »يا أهل غزة، قلوبنا معكم، عقولنا معكم، سيوفنا معكم«، حملة مستمرة للاثارة، أي كلام، أي معان، المهم استثارة المشاعر ودغدغتها أي سيوف هذه، واذا وجدت سيوف فعلا فبماذا تفيد، لكن العالم يلتقط معني السيوف ويضفي عليه ما ليس عندنا، وما لانعنيه، الاعلام العربي كله في الحضيض حتي الذي بدا لفترة متمتعا بقدر من الحرفية، ما يجب ان نتجه إليه جميعا كيفية ابقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الذاكرة، ماثلة في الواقع، وجميع العناصر الآن تحيط بها لتوئدها، وتخفيها محققة بذلك هدف اسرائيل الحقيقي، ابادة فلسطين من الذاكرة، وهذا ما تتكفل به أيضا سياسات حماس وديماجوجيتها، وتهافت الموقف العربي، وسخافة الاعلام العربي بكل أطيافه، كيف الحفاظ علي القضية، هذا هو السؤال والجوهر معا.
جمال الغيطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق